أربع سنوات هم وغم، والحال كما هو: وعود بإعمار القطاع وفك الحصار وفتح المعابر، كلها وعود بتنا نسمعها ليل نهار وأصبحنا لا نعطيها أي اهتمام، فالكلام ببلاش مش بفلوس".
كلمات حزينة ويائسة قالها لدويتشه فيله أحد المترددين على مراكز الصحة النفسية في مدينة غزة، الذي رفض نشر اسمه قائلا :"بلاش اسمي ينشر, لكن أؤكد لك أنك ستقابل في جولاتك نسبه كبيرة جدا من الأشخاص وضعهم أتعس من حالتي بكثير".
الرجل ملتح وهو في العقد الخامس من العمر، ورغم الهدوء الغالب عليه ولباقته في الحديث، إلا أنه سرعان ما بدأ ينفعل ويتحدث بشكل أشعرني وكأنني أمام فوهة بركان قابل للانفجار.
روايات مأساويه حيه كثيرة قابلناها من قبل ومازلنا نقابلها نتيجة الحرب والحصار، فعائلة السمونى من جنوب شرق غزة، سقط مهنا نحو ستين شخصا مدنيا في الحرب الأخيرة على غزة. والطفلة إسراء السموني، فقدت القدرة على النطق لعدة أشهر من شدة الفزع، بعد أن شاهدت والدتها وهي تنزف حتى الموت وهي في حضنها. إسراء لم تفقد أمها فقط، بل فقدت أمها وأبيها وأخيها في وقت واحد .
قصة أخرى هي قصة يحيي الفرا وأخته عُلا، وقد تعرضا لإصابات بالغة نتيجة إطلاق مروحية إسرائيلية صاروخا تجاه دراجة نارية لأحد الناشطين بالقرب منهما أثناء خروجهما من المدرسة، فكتب الله لهما النجاة بأعجوبة، رغم الجراح التي أصيبوا بها والآثار النفسية التي عانوا منها. وتقول أم يحيى والدة الطفلين:" لن أنسى ايش صار لأولادى وعلامات الإصابة في جسديهما الصغيرين، والحصار زاد من المعاناة، فبعد جهود كثيرة وانتظار طويل عالجنا يحيى من الإصابة في مستشفيات مصر". أما الطفلة علا، والتي حال الحصار دون علاجها في مصر فتقول:" لِسّه الشظايا في جسمي وبتألمني وبتعالج لهلقيت(حتى الآن)، وكل ما أسمع صوت أي طيارة بفكر إنها حتقصفنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق