السبت، 11 ديسمبر 2010

أطفال غزة... الحرب والحصار أفقدتنا براءتنا

 بد لكل حرب بدأت بالظهور أن تحصد شيئا بالأرواح وتنال جزءا ليس بسيطا بالممتلكات والمنشئات ، وفى هذا المقام لن نتحدث عن هذه الحرب لأن الصورة كانت واضحة للعيان بدون فبركات وجمل وتعابير تصف هوجائية هذه الحرب لكننا بصدد الحديث عن ما تركته هذه الحرب من الدمار فقد يخيل للجميع أن الدمار هو دمار الحجر والشجر لا بل هو دمار اخطر وأعمق دمار ليس بسهولة يتم علاجه كدمار الحجر الذي من الممكن ترميمه بالتبرعات من كافة الجهات المساعدة بين قوسين دمار النفوس أى ما خلفته الحرب من دمار للنفوس وتكون المصيبة كبيرة عندما يكون الدمار النفسي لشريحة لا تقوى على التعبير عن ما أصاب خلجات أنفسها وتمتلك رعشات أجسادها كمدلولات لفظية تعبر عن خوفها شريحة لم تمتلك سوى الدمى لمواجهة غطرسة الاحتلال هم الأطفال الذين انضم المئات منهم لقوافل الشهداء والجرحى.
تأثير الحرب على سلوك الأطفال
لذلك كان لابد من هذا التحقيق لنسط الضوء على هذه الشريحة وما تعرضت له من همجية الاحتلال ،بداية نلقى الضوء على أقل شريحة بالعمر فتوجهنا لرياض الأطفال بخانيونس البلد وكان اللقاء مع المربية حنين النجار في روضة الصفا جنوب خان يونس وكان السؤال عن تاثيرالحرب على الأطفال ؟
فقالت حنين النجار لا بد من مشاهدة الوضع بوضوح وعن قرب حيث قامت بتوزيع الألعاب ليبدأ الأطفال باللعب لكن لم يمسك اى طفل اى لعبة وبدأوا يلعبون لعبة اسمها يهود وعرب سألت المربية عن سبب اختيارهم لهذه اللعبة ؟قالت نحن نتعامل مع هذه المشكلة منذ بداية الحرب فكلهم يحبون هذه اللعبة ويرددون هتافات ضد اليهود لكن لم نصمت على هذه المشكلة بل جلبنا أخصائيات نفسيات للروضة ليناقشوا هذه المشكلة وللعمل على تخريج الأطفال من هذه الحالة وكذلك عملنا الندوات لأمهاتهم لكيفية التعامل مع أطفالهم خلال هذه الظروف تلك هي حالة الأطفال بهذا السن الطفولى.
لكن يختلف الحال بالنسبة لأطفال المداس فكان اللقاء مع الأستاذ إبراهيم الفرا المرشد النفسي في مدرسة جرار القدرة حيث تحدث عن الحرب و انعكاسها على التحصيل الدراسي للطلاب فقال أنها تركت أثار سلبية واضحة على التحصيل الدراسي للطلاب ، وأضاف أن ذلك انعكاس طبيعي لكم الضغوطات التي تعرضوا لها طلابنا وأطفالنا على مدار 22 يوما من حرب متواصلة وما سبقها وتلاها من حصار ،حيث أصيب الغالبية العظمى من أطفالنا وطلابنا لعديد من الاضطرابات النفسية منها الاكتئاب وإضرابات تقلب المزاج، ويعتبر القلق النفسي الأكثر شيوعاً.
وعن الأعراض التي تدل على تأثر الطالب بمشاهد الحرب قال الفرا يصبح الطالب متنبهاً بشدة وقلقاً ومتوتراً فيغضب ويثور لأتفه الأمور ويصبح انتباهه مشتتاً وتركيزه فيما يسمع أو يقرأ صعباً مما يضعف قدرته على التعلم، وتزداد حركته بشكل مفرط.
وأكد الفرا أن أخطر هذه الأعراض هي العدوانية في السلوك حيث أصيب الكثير من الطلاب نتيجة ما شاهدوه بالعدوانية ،حيث يولد العنف الخارجي الواقع عليه عنف داخلي فيعكسه في سلوكيات عدوانية تجاه نفسه والأخريين والأشياء.
انتهاك حق الأطفال في التعليم والحياة الحرة الكريمة
وبما أننا في إطار الحديث عن معاناة طلاب المدارس من هذه الحرب لا بد أن نشير الى انتهاك حق الأطفال في التعليم والحياة الحرة الكريمة حيث انتهكت إسرائيل حق أطفال فلسطين في الحياة، إذ قتلت المئات منهم، وجرحت المئات، فرحل كثيرون، وبقي جزء كبير منهم يعاني ويلات فقد ذويه وزملائه ويقاسي من الضغوط النفسية وآلام القهر والحزن على ما أصابه وأصاب أهله وزملاءه.
كما انتهكت حقهم في التعليم إذ حرمتهم من الالتحاق بمدارسهم، التي لحق بها دمار كبير، فلم يعد هناك مكان يتلقون به العلم، وهدمت بيوتهم فلم تعد لهم بيوت، وضاعت كتبهم وحقائبهم وملابسهم، فعادوا إلى حياة بدائية بسيطة، تفتقر إلى أدنى مقومات العيش والحياة الحرة الكريمة.
ونتطرق الى شهداء وجرحى وقصف مدارس وجامعات.

حصار غزة

أربع سنوات هم وغم، والحال كما هو: وعود بإعمار القطاع وفك الحصار وفتح المعابر، كلها وعود بتنا نسمعها ليل نهار وأصبحنا لا نعطيها أي اهتمام، فالكلام ببلاش مش بفلوس".
كلمات حزينة ويائسة قالها لدويتشه فيله أحد المترددين على مراكز الصحة النفسية في مدينة غزة، الذي رفض نشر اسمه قائلا :"بلاش اسمي ينشر, لكن أؤكد لك أنك ستقابل في جولاتك نسبه كبيرة جدا من الأشخاص وضعهم أتعس من حالتي بكثير".
الرجل ملتح وهو في العقد الخامس من العمر، ورغم الهدوء الغالب عليه ولباقته في الحديث، إلا أنه سرعان ما بدأ ينفعل ويتحدث بشكل أشعرني وكأنني أمام فوهة بركان قابل للانفجار.
روايات مأساويه حيه كثيرة قابلناها من قبل ومازلنا نقابلها نتيجة الحرب والحصار، فعائلة السمونى من جنوب شرق غزة، سقط مهنا نحو ستين شخصا مدنيا في الحرب الأخيرة على غزة. والطفلة إسراء السموني، فقدت القدرة على النطق لعدة أشهر من شدة الفزع، بعد أن شاهدت والدتها وهي تنزف حتى الموت وهي في حضنها. إسراء لم تفقد أمها فقط، بل فقدت أمها وأبيها وأخيها في وقت واحد .

قصة أخرى هي قصة يحيي الفرا وأخته عُلا، وقد تعرضا لإصابات بالغة نتيجة إطلاق مروحية إسرائيلية صاروخا تجاه دراجة نارية لأحد الناشطين بالقرب منهما أثناء خروجهما من المدرسة، فكتب الله لهما النجاة بأعجوبة، رغم الجراح التي أصيبوا بها والآثار النفسية التي عانوا منها. وتقول أم يحيى والدة الطفلين:" لن أنسى ايش صار لأولادى وعلامات الإصابة في جسديهما الصغيرين، والحصار زاد من المعاناة، فبعد جهود كثيرة وانتظار طويل عالجنا يحيى من الإصابة في مستشفيات مصر". أما الطفلة علا، والتي حال الحصار دون علاجها في مصر فتقول:" لِسّه الشظايا في جسمي وبتألمني وبتعالج لهلقيت(حتى الآن)، وكل ما أسمع صوت أي طيارة بفكر إنها حتقصفنا".

غزة.. قطعة صغيرة من فلسطين محاصرة بالجغرافية والسياسة


قطاع غزة جزء من فلسطين التاريخية. لكن احتلال جزء كبير من الأرض الفلسطينية عام 1948 ثم احتلال إسرائيل ما تبقى من تلك الأرض عام 1967، عزل قطعة الأرض الصغيرة -التي لم تكن تفصلها حدود وأسيجة عن مدن النقب مثل بئر السبع- فصارت محاصرة بين البحر وإسرائيل. وفي ما يلي تعريف بالقطاع:

الموقع:
غزة هي كبرى مدن قطاع غزّة وثاني أكبر مدينة فلسطينية بعد القدس. وقطاع غزة الذي اكتسب هذه التسمية من غزة يقع بالمنطقة الجنوبية من ساحل فلسطين التاريخية على البحر المتوسط.

والقطاع على شكل شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء يشكل تقريبا 1.33% من مساحة فلسطين التاريخية الممتدة من النهر إلى البحر. تحد قطاع غزة إسرائيل شمالا وشرقا، بينما تحدها مصر من الجنوب الغربي.

السكان:
يفوق عدد سكان القطاع المليون ونصف المليون نسمة, وتضم مدينة غزة وحدها 400 ألف نسمة. وتجدر الإشارة إلى أن معظم سكان القطاع هم من لاجئي 1948.

ويضم القطاع عدة مخيمات للاجئين أبرزها رفح وخان يونس ودير البلح والنصيرات والشاطي والمغازي والبريج وجباليا.

ويوجد بقطاع غزة 44 تجمعا سكانيا أهمها غزة ورفح وخان يونس وبني سهيلا وخزاعة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة ودير البلح وبيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.

المساحة:
يمتد القطاع على مساحة 360 كلم مربعا، ويبلغ طوله 41 كلم، أما عرضه فيتراوح بين 6 و12 كلم.

الكثافة السكانية:
يعتبر القطاع إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية بالعالم. وتبلغ نسبة الكثافة وفقا لأرقام حديثة 26 ألف ساكن في الكيلومتر المربع الواحد. أما في المخيمات فتبلغ الكثافة السكانية 55 ألف ساكن تقريبا بالكيلومتر المربع الواحد.

المعابر:
تحيط بقطاع غزة سبعة معابر لا يدخل القطاع ولا يخرج منه شيء دون المرور بأحدها، وتخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل، والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرة الاحتلال هو معبر رفح. ولكل معبر من المعابر الستة الأولى تسميتان، إحداها عربية والأخرى إسرائيلية.

ومعابر غزة السبعة هي رفح، والمنطار (كارني) وكرم أبو سالم (كيرم شالوم) وبيت حانون (إيريز) والعودة (صوفا) والشجاعية (نحال عوز) والقرارة (كيسوفيم). ويقع الأول على الحدود بين القطاع ومصر، والستة الأخرى بين غزة وإسرائيل.

التاريخ:
إلى غاية عام 1948 تاريخ إعلان قيام إسرائيل, كان قطاع غزة تحت سلطة الانتداب البريطاني على فلسطين.

ثم خضع القطاع لحكم عسكري مصري بين 1948 و1956، ثم احتله الجيش الإسرائيلي لمدة خمسة أشهر أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

وفي مارس 1957 انسحب الجيش الإسرائيلي فعاد القطاع مجددا تحت الحكم المصري.

وفي حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي القطاع ثانية مع شبه جزيرة سيناء, وظل تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي المباشر إلى غاية سبتمبر/أيلول 2005 تاريخ الانسحاب الإسرائيلي الذي شمل إخلاء المستوطنات التي كانت قائمة على أرض غزة.

وكان القطاع قد أصبح مشمولا بالحكم الذاتي بموجب اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993.

سيطرت حماس على القطاع يوم 14 يونيو/حزيران 2007 في إطار الصراع الداخلي الفلسطيني.

تعرضت غزة الخاضعة لحصار مشدد لهجوم إسرائيلي شامل في الأيام الأخيرة من عام 2008. بدأ الهجوم جويا وتطور إلى اجتياح بري في الأيام الأولى من 2009